روما – 5 أكتوبر/تشرين الأول
لم يوقف الحظر المفروض من طرف الشرطة المسيرة الوطنية المؤيدة للمقاومة الفلسطينية. بالرغم من هطول الأمطار، فإنه ومنذ الساعة الواحدة بعد الظهر تجمع آلاف الأشخاص، ومن بينهم طلاب كثيرون، في ميدان هرم سيستيوس بالعاصمة الإيطالية روما. ورغم التواجد الكثيف لقوات الشرطة، قرر المتظاهرون النزول في الشوارع تحت الشعار الكبير “فلسطين ولبنان متحدان: لنوقف الإبادة الجماعية من خلال المقاومة”.
لكن لم يصل الكثير من المتظاهرين إلى العاصمة، لأنه تم إيقاف العديد من الحافلات عند بوابات المرور في الطريق السريع. وهذا كان فقط نقطة البداية في يوم حافل بالأحداث ، حيث فتشت الشرطة مئات المدنيين، بينما أُعتقل 19 شخصا وجُرح على الأقل 10 من المتظاهرين.
في نهاية النهار أعلن قسم الشرطة أنه شارك 5000 شخص في المظاهرة، ولكن من الممكن أن نجزم بأن عدد المشاركين قد وصل على الأقل إلى ضعف هذا الرقم. الكثير من الشبان والأطفال والسادة والسيدات تجمعوا في الميدان وهم مبتسمون ومتضامنون مع الشعبين الفلسطيني واللبناني: “من المهم أننا موجودون هنا اليوم لنؤيد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، أنا هنا بكل إحساسي لأقول إن هذا الميدان ليس مكانًا لتأييد حركة حماس”، يقول سامويليه، عمره 29 سنة. وأيضًا غرازيا، عمرها 65 سنة، تقول: “أنا هنا لأنه يجب عليّ كمواطنة أن آخذ موقفًا من أجل الحرية وضد الحرب.”
كان المتظاهرون الذين نزلوا إلي الميدان من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية، هذا وقد شاركت في المظاهرة مجموعات عديدة أتت من خارج روما، بالرغم من أنه تم إيقاف الكثير من الحافلات عند بوابات المرور في الطريق السريع قبل دخول العاصمة.
عندما تحسنت الأحوال الجوية، حاول المتظاهرون أن يتحركوا في مسيرة، لكن اصطفاف قوات الشرطة المبالغ فيه والمخيف حقا (كان قد أمر رئيس الشرطة في روما روبرتو ماسوتشي بنشر أكثر من 1500 شرطي و ضابط) حافظ على حالة من التوتر الشديد. قامت الشرطة بوضع الشاحنات وصهاريج رش المياه على كل مداخل الساحة، ولم تسمح إلا لعدد قليل من الناس بالمرور. وفقًا لوسائل الإعلام، تم تفتيش وتحديد هوية حوالي 1600 من المتظاهرين أثناء محاولتهم الانضمام إلى المظاهرة.
بعد التفاوض بين منظمي المظاهرة ( الذين طالبوا بالسماح لهم بإجراء المسيرة علي الاقل طوال شارع أفينتينو) ومسؤولي الشرطة (الذين لم يتراجعوا عن الإرشادات الواردة قيد أنملة)، بدأ المتظاهرون وراء اللافتات والأعلام الفلسطينية واللبنانية يتحركون معًا بهدف إطلاق المسيرة في نطاق الميدان وهم يهتفون : “مسيرة ، مسيرة”. وبدأ الصحفيون، الذين كانوا يرغبون أن يصوروا الاشتباكات، في إرتداء الخوذات والجري من جانب إلى آخر، فتصاعدت حدة التوتر. بعد إجراء دائرة حول الميدان، عندما وصلت المسيرة إلى شارع أوستيانسي تدهورت الأوضاع.
وبعد ذلك بدأت الاشتباكات بين الشرطة وبعض المتظاهرين الذين فجروا قنابل ورقية ودخانية؛ كما أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في كل الاتجاهات، مما أسفر عن تسمم مئات الأشخاص. بعد قليل، دخلت قوات الشرطة الميدان وضربت المتظاهرين بالهراوات وبصنابير الماء، مما أدى إلى فرار آلاف الأشخاص. في الساعة السادسة وربع، خرج من الميدان حوالي كل المتظاهرين وعيونهم منتفخة بسبب الغاز المسيل للدموع، حيث سمحت الشرطة لهم في اللحظات الأولي بالخروج واحد تلو الآخر. ويتداول خبر إنه تم اعتقال 19 شخصًا على الأقل وأصيب عشرات آخرين بجروح.
الترجمة إلى اللغة العربية: ماتيو بوفيه وميكيليه نيكوليتي
المراجعة: فريد عدلي