من الكاتبة فاليريا كاسولارو
يمكن قرأة المقالة الأصلية هنا
قد يتم حظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين المقررة في 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. هذا ما أكده وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي خلال مؤتمر صحفي.
قال بيانتيدوسي: “سنسمح بحرية التعبير، وكذلك النقد المشروع، ما عدا المظاهرات التي تدعو لتمجيد واضح وصريح للتقتيل. هناك تقييمات جارية.” منوهًا إلى التعبئة المعلنة من شباب إيطاليا الفلسطينيين (GPI) الذين أكدوا في بيانهم أن المظاهرة تهدف إلى “تكريم ال 40 ألف شهيد غزاوي ومقاتليهم الشجعان الذين يناضلون بلا هوادة”، وأن العملية التي شنتها الجماعات المسلحة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت “فعل مقاومة.”
بحسب بيانتيدوسي، قد تشكل هذه التصريحات “تمجيدًا لتقتيل” المدنيين الإسرائيليين. لم يسبق لنفس الوزير أن منع المظاهرات المؤيدة لإسرائيل التي كانت تدافع بوضوح عن الإبادة الجماعية الجارية في غزة. أعلنت حركة شباب إيطاليا الفلسطينيين، المدعومة من عشرات المنظمات الإيطالية المتضامنة مع فلسطين، أن المظاهرة ستُقام حتى في حال حظرها.
“بعد سنة، أصبحت قيمة عملية المقاومة الفلسطينية ومعركة طوفان الأقصى واضحةً لكل العالم”، كتب الشباب الفلسطينيون في البيان الذي يعلن عن المظاهرة. كلمات لم تعجب الوزير بيانتيدوزي الذي يدرس التدابير التي سيتم اتخاذها.
هي ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الحكومة الإيطالية منع المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، في أعقاب 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. سبق للوزير بيانتيدوسي، بمناسبة يوم الذكرى، أن دعا الجماعات المؤيدة لفلسطين إلى عدم النزول إلى الشوارع، زاعمًا أرجحية تبني المظاهرات صبغة تجريحية، من الناحية الشكلية التنظيمية والمضمونية، للقيمة الوطنية التي منحتها الجمهورية الإيطالية للروح التذكارية لضحايا القوانين العنصرية وللتنديد باضطهاد الشعب اليهودي.”
في الواقع، يتمظهر قمع الحركات المؤيدة لفلسطين في إيطاليا على محاور متعددة. فمن ناحية، تقدم أحزاب الحكومة مقترحات قوانين تهدف إلى تجريم أي نوع من النقد الموجه لإسرائيل، متعمدةً خلق حالة من الخلط بين المفاهيم المتمايزة لمعاداة السامية ومعاداة الصهيونية، من ناحية أخرى، يُحاكم مواطنون إيطاليون على تعبيرهم العلني عن دعمهم لفلسطين، ويلاحَق المجتمع المدني على رفضه للإبادة الجماعية الجارية في غزة.
في غضون ذلك، تتواصل المجازر المرتكَبة من إسرائيل بوتيرة جعلتها خبرًا مبتذلًا. تستمر هجمات الجيش الإسرائيلي بدون توقف وبشكل عشوائي، مستهدفةً المدارس أو المنازل ومخيمات اللاجئين، وحتى المناطق التي حددها الجيش نفسه على أنها “آمنة” للمدنيين.
يعيش سكان غزة وضعًا مزريًا بسبب افتقار الأكل والمواد الأساسية وانتشار الأوبئة على نطاق واسع وبشكل متزايد، وبسبب المجازر المرتكبة بوتيرة ثابتة، دون بقاء أي مرفق طبي شغّالًا كليًّا. يصل عدد القتلى المؤكدين إلى 41.000 ألفًا، ولكن قد يكون هناك عشرات الآلاف من الجثث المطمورة تحت أنقاض القطاع، الذي تم تدميره تقريبًا بالكامل.
أما المجزرة الجارية في الضفة الغربية، فبالكاد يتم الحديث عنها. وفي الوقت نفسه يهلل الوزراء الإسرائيليون للإبادة الجماعية للفلسطينيين وانتهاك أماكنهم المقدسة، لكن الحكومة الإيطالية تجد صعوبةً في إدانة مثل هذه التصرفات خشية “قطع العلاقات الديبلوماسية” بين البلدين.
الترجمة من اللغة الإيطالية إلى اللغة العربية: ميكيليه نيكوليتي
المراجعة: يسري منوبي