البيان الرسمي لمدير حركة السلام المسيحي الإيطالية باولو بيزّيتي

يوم 4 أغسطس/آب 2024

بعد الانتهاك الأخير والخطير للقانون من قبل إسرائيل، التي لم تجدد تأشيرات الدخول لمسؤولي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) لدخول قطاع غزة، أطلقت مؤسسة “جسور وليس  أسوار” حملة يقدمها هذا البيان. نرجو منكم نشرتها قدر الإمكان. شكرا.

الجميع إلى الخارج! هل سنبقى محصنين من الرعب؟

 تحاول السلطات الإسرائيلية إسكات واخماد صوت الأمم المتحدة ولا تجدد تأشيرات الدخول لمسؤوليها.

غزة لم تعد موجودة. في بعض المناطق، وأيضا الأماكن الواسعة جدا والمكتظة بالسكان، لا بد أن نؤكد أن غزة لم تعد موجودة. نحن أيضا، عندما نعود الى المدينة هناك ونبحث عن بنيتنا التحتية ومكاتبنا، لا نستطيع أن نتعرف على الأماكن والشوارع والمباني لأن معظمها ليس فقط متضررة، بل هي مدمرة بالكامل. فاليوم وسائلنا للنقل التابعة للأمم المتحدة، والتي ليس بإمكان أية سلطة أن توقفها أو تعيق مرورها، لا تستطيع وليس في إمكانها أن تذهب إلى شمال القطاع. فقط البعض من الناس يعرف أنه هناك نقطة تفتيش غريبة جدا: كل من يقترب منها عليه أن يعرف أن الجنود سوف يطلقون النار عليه. كل مرة قافلتنا التابعة للOCHA تمر هناك، تعرف أنها يجب عليها ان تتوقف  من اجل جمع  الجثث.

هذا وأكثر من هذا يحدث كما حكاها لنا ولحجاجنا أندريا دي دومينيكو، مدير مكتب OCHA في وكالة الأمم المتحدة لتنسيق المعونات الإنسانية لسكان غزة وفلسطين بكاملها.

غزة تموت أمام الرعب والخراب والمجازر اليومية التي يقوم بها أحد أقوى جيوش وأكثر تعطشا للدماء في العالم، الجيش الإسرائيلي، الذي يقتل ويجرح النساء والأطفال والمسننين الفلسطينيين دون ان يعاقب ودون أن يتم إيقافه بأية طريق من الطرق.

أندريا دي دومينيكو وموظفيه ومعاونيه يخاطرون بحياتهم وبأمنهم وأمن عائلاتهم، وفي السنوات الأخيرة هو وثّق الأوضاع المعيشية في غزة وقدم المعونات الإنسانية للشعب الفلسطيني المعذّب، عندما كان قادرا على ذلك، وهو حاول دائما أن يعطي احترام وينادي في تطبيق القانون الدولي أمام اللاإنسانية الإسرائيلية.

“غزة لم تعد موجودة”، قال بشكل حزين أحد مسؤول في الأمم المتحدة وهو ليس متطوعا أو صحفيا أو عامل في المجال الإنساني. بل هو مدير مكتب حاول دائما أن يراقب الحالة ويبلغ عن عدم المساواة وينسق المعونات خلال ال 300 يوم الدموية الماضية من التاريخ حيث القمع  والعنف والذي يستمر منذو 75 عاما حيث حاول في استمرار أن يراقب وأن ينشر ويعلم الجميع في الظلم الذي يراه منسقا أيضا المساعدات الإنسانية.

ومع ذلك قررت السلطات الإسرائيلية إسكات وإخماد صوت ال OCHA، لتجعل أصوات الأمم المتحدة غير مسموعة، ولم تجدد إسرائيل التأشيرة لأندريا دي دومينيكو وللعاملين في المجال الإنساني. أيضا، نشير الى أنه قبل ذلك تعرض الصحفيون والإعلاميون لتلك الإجراءات، وبعدهم المصورون والعاملون في المجال الإنساني… والآن هذا التصرف يطول موظفون الأمم المتحدة، يعني كلنا جميعا دون استثناء.

في يوم 1 أغسطس/آب الماضي عقد دي دومينيكو مؤتمره الأخير في القدس، وهو يدعو العالم أجمع إلى عدم البقاء صامتين متجاهلين هذا الرعب.

نشعر مثله بالغضب بسبب مجزرة الشعب الفلسطيني بالكامل التي تستمر على الهواء مباشرة، ونحن مستغربون من الاضطهاد الجديد الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية بحق المجتمع الدولي بشكل عام أيضا.

الجميع إلى الخارج، الكل إلى الخارج.

في الداخل يبدو أن هناك فقط وفقط الجثث الممزقة والركام والبكاء. في الداخل، لا يزال ينبض قلب شعب يريد أن يعيش. في الداخل، قلوب كل الناس الذين لا يزالون يؤمنون بالعدالة، والذين لا يستسلمون للرعب والذين يدينونه بالشدة وتصميم.

حركة السلام المسيحي الإيطالية، لحملة جسور وليس أسوار.