أعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم، بحسب الوكالة السورية للأنباء “سانا”.
جرى توقيع الاتفاق، الاثنين، بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع (المعروف سابقا بالإسم الحركي محمد الجولاني) وقائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد مظلوم عبدي.
ونشرت الرئاسة السورية بياناً وقعه الطرفان، وجاء فيه أنه تم الاتفاق على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
وبحسب الاتفاق، يتعين أن تعمل لجان تنفيذية على تطبيقه “بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي”.
وينصّ الاتفاق على ما يلي:
- ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة، بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
- المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.
- وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.
- دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.
- ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية.
- دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.
- رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري.
- تعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة من الولايات المتحدةً على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، وتضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكّلت قوات سوريا الديمقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره في آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019. وتتعرض الإدارة الذاتية إلي هجوم عسكري مستمر من قبل تركيا، التي تقمع الأكراد في مناطقهم التركية.
وبعدما عانوا خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طوال عقود، حُرموا خلالها من التحدّث بلغتهم وإحياء أعيادهم وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، بنى الأكراد خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية علي أساس الكونفدالية الديموقراطية التي تحترم التباينات العرقية وتعتمد المساواة بين الرجال والنساء في المؤسسات القيادية.
ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق، أبدى الأكراد انفتاحاً، معتبرين أن التغيير “فرصة لبناء سوريا جديدة.. تضمن حقوق جميع السوريين”، غير أنه جرى استبعادهم من الدعوة لمؤتمر حوار وطني حدد عناوين المرحلة الانتقالية.
وجاء توقيع الاتفاق بعد نحو أسبوعين من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، في إعلان تاريخي، إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة رحب بها أكراد سوريا.
وتركيا، حليفة السلطة الجديدة في دمشق تشكل العدو اللدود للحكم الذاتي للأكراد في شمال شرق سوريا وشنت ضدهم حملات عسكرية واسعة مباشرة أو عن طريق المليشيات الإسلاموية. ومن بين المدن السورية التي تهاجمها بإستمرار تركيا نجد مدينة كوباني / عين العرب رمز النضال ضد داعش.
هذا الإتفاق إذا لم تفسده تركيا فإنه سيكون الخطوة الأساسية في بناء سوريا الجديدة يحكمها دستور يحترم جميع مكونات المجتمع السوري. الخطوة القادمة يمكن أن تكون حل المسألة الدرزية التي تحاول إسرائيل إستغلالها من أجل تقسيم سوريا إلي دويلات متحاربة.
فريد عدلي