في سياق التطورات الإقليمية والدولية المتعلقة بنزاع الصحراء المغربية: أكدت إيرلندا دعمها الكامل للعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة. يأتي هذا الموقف في ظل استمرار جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي مستدام ومتوافق عليه من جميع الأطراف.

الموقف الإيرلندي: دعم رسمي وتحفظ دبلوماسي:جاء الموقف الإيرلندي في إطار رد رسمي من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة والدفاع الإيرلندي، سيمون هاريس، على استفسار برلماني حول طبيعة العلاقات بين دبلن وجبهة البوليساريو، وموقف الحكومة الإيرلندية من الاعتراف بها كدولة ذات سيادة.

أكد هاريس أن إيرلندا تدعم بالكامل جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك ولاية بعثة المينورسو، ومساعي المبعوث الأممي للوصول إلى حل عادل ودائم ومتفق عليه، مشيرًا إلى أن القرار الأممي رقم 2756، الصادر في 31 أكتوبر 2024، قد مدد ولاية البعثة حتى 31 أكتوبر 2025، داعيًا جميع الأطراف إلى دعم جهود الأمم المتحدة.

بين الحياد الظاهري والضرورة الاستراتيجية:رغم التأكيد على دعم الأمم المتحدة، يعكس الموقف الإيرلندي ترددًا دبلوماسيًا في تبني مواقف واضحة تتماشى مع التحولات الجيوسياسية الجارية. فالإشارة إلى بعض المفاهيم المتجاوزة قانونيًا وسياسيًا لم تعد تتماشى مع رؤية الأمم المتحدة، التي تركز على إيجاد حل عملي ومستدام لهذا النزاع الإقليمي.

يرى المراقبون أن إيرلندا، في إطار سعيها لتعزيز علاقاتها مع المغرب، بحاجة إلى إعادة النظر في خطابها الدبلوماسي، وتبني مواقف أكثر وضوحًا وانسجامًا مع مستجدات الملف، بدلًا من البقاء في منطقة رمادية تُبقي على علاقاتها متوازنة دون اتخاذ خطوات حاسمة.

التحولات الإقليمية ومسؤولية إيرلندا:في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، تواجه إيرلندا تحديًا في تحديد موقف أكثر تماسكًا يتلاءم مع المستجدات الدولية. فمع تزايد الاعتراف الدولي بمبادرات الحل الواقعي، يصبح من الضروري على دبلن أن تتبنى مواقف تتجاوز الحياد التقليدي إلى دعم أكثر وضوحًا للحلول القابلة للتنفيذ.

يبقى موقف إيرلندا داعمًا للأمم المتحدة، لكنه يفتقر إلى الحسم في تبني مقاربة تتماشى مع التوجهات الدولية الحديثة. ومع استمرار التغيرات في المشهد الجيوسياسي، سيكون على دبلن إعادة تقييم مواقفها لتكون أكثر توافقًا مع التحولات الدولية والإقليمية المرتبطة بهذا النزاع.

محمد القوضاضي-المغرب