بقلم : محمد القوضاضي – المغرب
يُعتبر 20 فبراير تاريخًا رمزيًا في التاريخ الحديث للعالم العربي، حيث يذكرنا ببدء حركة شعبية غير مسبوقة تُعرف باسم الربيع العربي. بدأت هذه الانتفاضة في عام 2010، وكانت نقطة تحول رئيسية للعديد من دول المنطقة، مما أدى إلى تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة.
تم تحفيز الربيع العربي من خلال مظاهرات جماهيرية ضد الفساد والبطالة وانتهاكات حقوق الإنسان. نزل ملايين المواطنين إلى الشوارع، مطالبين بالإصلاحات وتغيير النظام. كانت دول مثل تونس ومصر وليبيا واليمن في قلب هذه الحركة، التي ألهمت ملايين آخرين حول العالم.
بينما شهدت بعض الدول انتقالات ديمقراطية، واجهت دول أخرى صراعات طويلة الأمد وأزمات إنسانية. في المغرب، على سبيل المثال، أدى الربيع العربي إلى اعتماد دستور جديد وإجراء انتخابات حرة، مما جعل هذا البلد نموذجًا للانتقال الديمقراطي. كما عمل على تعزيز اهتمامه بقضايا التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب.
في مصر، أدى الإطاحة بنظام حسني مبارك إلى فتح الطريق أمام انتخابات ديمقراطية، لكن الوضع السياسي ظل غير مستقر، مع توترات بين الفصائل السياسية المختلفة. أما ليبيا، فقد غرقت في الفوضى، مع صراعات على السلطة لا تزال تزعزع استقرار البلاد.
بعيدًا عن التغييرات السياسية، كان للربيع العربي أيضًا تأثير عميق على المجتمع. لعب الشباب، على وجه الخصوص، دورًا مركزيًا في هذه الحركات، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المظاهرات ومشاركة مطالبهم. عززت هذه الظاهرة صوت المواطنين وفتحت الطريق لنقاش عام حول قضايا كانت تعتبر من المحرمات لفترة طويلة، مثل حقوق المرأة وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية.
بينما نحتفل بـ 20 فبراير، من الضروري الاعتراف بالتغييرات الملحوظة التي أحدثها الربيع العربي، مع البقاء واعين للتحديات التي لا تزال قائمة. تستمر تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والكرامة والعدالة في إلهام الحركات حول العالم. من الضروري أن تدعم المجتمع الدولي هذه الجهود وتشجع الإصلاحات اللازمة لضمان مستقبل أفضل للجميع.