حضرات وزراء الخارجية  المشاركين في قمة مجموعة السبع بمدينة فيوجي الإيطالية،

نتوجه إليكم كحركة ثنائية القومية ، تجمع إسرائيليين وفلسطينيين في الدعوة إلى السلام. نطالبكم كمشاركين في قمة اليوم للنقاش حول مستقبل منطقتنا، بإيلاء اهتمام إلى أصواتنا.

تأسست حركتنا “مقاتلون من أجل السلام” في عام 2006 بمبادرة من جنود  إسرائيليين سابقين وسجناء فلسطينيين سابقين  والذين قرروا، في لحظة معينة، توحيد الجهود من أجل المقاومة المشتركة ضد الاحتلال باستخدام وسائل لاعنفية، في سبيل مستقبل أحسن لكلا شعبينا.

باعتبارنا مقاتلين سابقين لعبوا دورًا نشطًا في استخدام العنف، فإننا ندرك الأسباب التي تحدد استمرار الصراع، وباعتبارنا نشطاء من أجل السلام، فإننا قادرون على رؤية إمكانية التغيير من خلال اللاعنف.

وبفضل العديد من المبادرات المشتركة التي تم تنفيذها معا، فإننت نعرف أن الإسرائيليين والفلسطينيين ليسوا محكوم عليهم بالبقاء أعداء، وأن التوترات في منطقتنا ليست مصيرًا لا مفر منه: على مدى عشرين عاماً شهدنا بشكل مباشر إمكانية مسار ثالث. ولكن من الضروري أن تجدوا أنتم أيضًا، في دوركم كقادة لهذا الكوكب، الشجاعة والوحدة للتدخل.

في يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بينجامين نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت وزعيم حركة حماس محمد ضيف. إننا نحثكم على استخدام سلطتكم، كصناع القرارات، من أجل الرد على إدعاءات جرائم الحرب هذه بإجراءات ملموسة. إن حياتنا وحياة أطفالنا على المحك.

منذ أكثر من 416 يومًا، نحن في حرب. قُتل العديد من الأبرياء بسبب الأسلحة التي تستمرون بإرسالها إلى منطقتنا. فعوضًا عن تمويل سوق الأسلحة، نحن نحتاج إلى دعمكم وتمويلكم لمنظمات المجتمع المدني التي تعمل، مثلنا، لبناء السلام.

بالإضافة إلى ذلك ، فبينما تتجه أنظار العالم في المقام الأول نحو غزة، فإن عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ضد المدنيين الفلسطينيين قد تزايد بمعدل جنوني.

يجب ألا تستمر هذه الأعمال الإجرامية دون عقاب. نطالب بفرض عقوبات على عنف المستوطنين.

نواصل كل يوم الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى ووضع حد لسفك الدماء، ولكن باعتبارنا نشيطات سلام منذ زمن بعيد، فإننا نعلم أن وقف إطلاق النار ليس كافيًا: نحن بحاجة إلى حل سياسي يضع حدًا للاحتلال ويوفر الأمن والحرية والمساواة لجميع الأشخاص الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

إن عملنا الثنائي القومية يسلط الضوء على حقيقة حاسمة: وهي أن الطريق إلى السلام محفوف بالتحديات، ولكنه ليس مستحيلا. نحن المقاتلون السابقون ، من خلال تعزيز التفاهم والشراكة ، أثبتنا أن السلام ليس مجرد رؤية بعيدة المنال، بل هو هدف ملموس يمكن تحقيقه.

نأمل أن يصبح عملنا كمقاتلين من أجل السلام مثالاً لما هو ممكن تحقيقه في منطقتنا. ونتمني منكم، بدلاً من الاستمرار في تشجيع التدخل العسكري وتصدير الأسلحة، أن تعملوا جميعاً على إعطاء دور لأصوات مثل أصواتنا، مع إدراك أن الحل العسكري لن يكون أبداً ضمانة للسلام أو الأمن لأي فرد.

ولذلك ندعوكم للانضمام إلى رؤيتنا اللاعنفية وندعوكم للمساهمة في التوصل إلى حل سياسي عادل لمنطقتنا والشرق الأوسط برمته.

وشكرا

رانا سلمان و اشتير كوراني، المديرتان المشتركتان لفلسطين وإسرائيل لحركة “المقاتلون من أجل السلام”.