كتبت الصحافة الإسرائيلية اليوم أن رئيس الوزراء نيتانياهو قد طرح اثناء إجتماع الحكومة المصغرة الذي عقد الأحد الماضي إمكانية البدء في مناقشة ضم الضفة الغربية إلي إسرائيل.
ويوم الإثنين الماضي صرح الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأنه أعطي الأوامر للبدء في ضم الضفة الغربية لإسرائيل . وهو في الحقيقة ومنذ أشهر عمل على سياسة تكرس ضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووصل الأمر إلى إعلانه يوم الاثنين إصدار تعليمات لإعداد خطط تطبيق السيادة على أراضي الضفة الغربية، مؤكدا أن 2025 “سيكون عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”.
إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سعت وتسعى لضم أكبر مساحة ممكنة من المناطق المسماة “ج”، وقد تبنت حكومات الاحتلال علي إختلاف توجهاتها هذا المشروع منذ سنوات، وهو مشروع موجود على أجندة الحركة الصهيونية العالمية التي تدعم ماليا هذه المشاريع. الإستيطانية.
ونلاحظ أن الحكومة الحالية اليمينية المتطرفة سرعت من عملية الضم من خلال زيادة عدد الوحدات الاستيطانية في المستوطنات، والموافقة على مشاريع استيطانية جديدة، وتخصيص ميزانية تصل إلى 7 مليار شيكل ( 1.76 مليار ايورو) لتطوير شبكة الطرق الالتفافية ، وتقسيمها وفصل الفلسطينيين ن الإسرائيليين في أستخدام هذه الطرق.
كما عززت الحكومة الإسرائيلية الحالية بناء مناطق صناعية في الضفة الغربية كعامل جذب للمستوطنين، وسارعت في زيادة مصادرة الأراضي من خلال ما يسمى أراضي دولة، وفي العام 2024 لوحده صادرت قوات الاحتلال 24 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، وهذه الخطوات وغيرها تشير الى مخطط لضم الضفة الغربية ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
ويجب التذكير بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة استيطانية بامتياز، وعودة ترمب إلى الرئاسة الأمريكية سيشجع حكومة الاحتلال على تنفيذ مخطط الضم.
كيف ستتم عملية ضم الضفة الغربية؟
كما نعلم فإن إسرائيل سارعت مباشرة بعد إحتلالها للقسم الشرقي من القدس في عملية ضمه إلي إسرائيل. في 11 يونيو/حزيران 1967 (آخر أيام تلك الحرب) عقدت الحكومة الإسرائيلية إجتماعا لمناقشة الموضوع وفي يوم 27 من نفس الشهر قامت بصياغة مشروع قانون ينص علي ذلك. سنة 1980 وافق البرلمان الإسرائيلي علي أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية غير قابلة للتقسيم.
بحسب المخططات المسربة للصحافة فإن الاحتلال سيقوم بضم 3 مناطق رئيسية إلى السيادة الإسرائيلية، والمنطقة الأ ولى هي الأغوار التي تشكل ربع مساحة الضفة الغربية، وفي معظمها حاليا ما يسمى بأراضي دولة إضافة لمحميات طبيعية ومناطق تدريب واطلاق نار ممنوع الدخول إليها.
المنطقة الثانية هي منطقة العزل الواقعة بين جدار الفصل العنصري وخط وقف إطلاق النار عام 1948، وتشكل حوالي 12% من مساحة الضفة الغربية.
المنطقة الثالثة هي تجمعات استيطانية تربط بين غرب الضفة وشرق الضفة مثل المنطقة بين تجمع ارئييل ومنطقة الاغوار، وتشكل على ارض الواقع فاصل استيطاني يفصل شمال الضفة الغربية عن باقي مناطق الضفة .
والشق الثاني هو تجمع معالي ادوميم والذي سيفصل رام الله وسلفيت عن باقي مناطق الضفة الغربية، ويمتد حتى البحر الميت
والشق الثالث هو تجمع غوش عتصيون حتى البحر الميت. وسيفصل الخليل وبيت لحم عن باقي مناطق الضفة الغربية.
عمليا هذا المخطط سيعمل على بناء دولة المستوطنين، والتي تقوم على حكم ذاتي للمستوطنين، وسيكون لهم القرار في التخطيط والتنفيذ، وتشكيل قوة أمنية للمستوطنيين تشكل نواة جيش المستوطنين
وفيما يتعلق بشبكة الطرق سيتم فصل الفلسطينين عن الإسرائيليين وسيكون بينهما تقاطع على شكل جسور وانفاق، وهوما يتيح لجيش الاحتلال فصل المناطق في حالة الطوارئ وهو ما يشكل تكريس لاحتلال الأرض وإعادة تشكيل الجغرافية السياسية للضفة الغربية